تقرأون الآن
Boubker Benjelloun: إبداع متميز… وموهبة في التصميم والتطوير العقاري، صاحب رؤية ورائد في العمل الخيري

Boubker Benjelloun: إبداع متميز… وموهبة في التصميم والتطوير العقاري، صاحب رؤية ورائد في العمل الخيري

boubker-benjelloun-museum-of-humanity-ar-override

Boubker Benjelloun مبدع في التصميم والتطوير العقاري، وصاحب رؤية ثاقبة، لا يخشى التحدّيات، كما أنّه ناشط فاعل في العمل الخيري. أثّرت تقلّبات الحياة على مسيرته المهنية، وأعادت صياغتها بالكامل. إمتاز هذا المبدع الجريء والمقدام بقدرته على النهوض مجدّداً بعد كلّ سقطة تعرّض لها، عازماً على المثابرة والمضي قدماً على الرغم من التحدّيات التي واجهها، في ظلّ حرصه الدائم على التفكير في الفئات الأشدّ حرماناً، بالتزامن مع الإبداع في تنفيذ الأعمال المعمارية الفريدة. هذا باختصار، مسار هذا السبّاح المتمرّس السابق، الذي تمتّع بشغف لا مثيل له أوصله بعد حين إلى عالم الهندسة الواسع فتألّق فيه موهوباً متمتّعاً بحسّ الابتكار، علماً أنّ طموحاته تشعّ إلى الزوايا الأربع للكوكب الأزرق. من هنا، لم يكن تخلّيه عن مختبره المتخصّص في طبّ الأسنان في باريس من دون جدوى، بل من أجل أن ينخرط بكلّ ما أوتي من عزم واندفاع في مجال كان يلهمه ويحفّزه منذ صغره: أي مجال التصميم والتطوير العقاري.
لقاء مفتوح مع Boubker Benjelloun، يدخلنا عبره في تفاصيل مسيرته.

Boubker Benjelloun، مصمّم ومطوّر عقاري في خدمة الإنسانية.

من بطل في السباحة إلى رائد في مجال الهندسة المعمارية وإلى مطوّر معماري متمكّن يُحتذى به… أنت تتمتّع بمسيرة مهنية غير تقليدية. كيف يُعرّف Boubker Benjelloun عن نفسه؟
أنا متحدّر من المغرب. ترعرعت في بيئة متميزة، واستفدت من نظام تعليمي غني ومتنوّع. كذلك، نشأت في كنف أمّ ملتزمة جدّاً بتعليم أولادها، طبعت فيَّ حب العطاء والعمل، وتحت رعاية أب لقّنني قيم العمل المهني وعلّمني حب الطبيعة وتأمّل مناظرها وأهمّية احترامها. لا أبالغ إن قلت إنّ مسيرتي المهنية مثالٌ للشغف والمثابرة والابتكار المتواصل. تميزت منذ صغري بأداء لافت خلال ممارستي السباحة في عداد المنتخب الوطني المغربي. فقد كنت أقضي ساعات طويلة ومتواصلة في التدرّب داخل أحواض السباحة، ما جعلني أفوز بالعديد من الجوائز. وفي هذه الأثناء، وحتّى خلال آلاف الجولات والأشواط التدريبية داخل الماء، كنت أغوص بالتفكير وأترك العنان لمخيلتي لابتكار سبل ترمي إلى تحسين المشهد الحضري العامّ. منذ أن كنت طفلاً وأنا أرسم في ذهني مخطّطات ومشاريع مرتبطة بالبناء والعمران، وما أزال، ما يطبع عملي بالفرادة والتمايز. لقد بدأت مسيرتي المهنية الاحترافية في مجال مختلف تماماً. بتشجيع من والدَي أسّست مختبراً متخصّصاً بصناعة الأسنان وزراعتها في باريس. لكن، وعلى الرغم من النجاح الكبير الذي حقّقته، لم أشعر بالرضى والسعادة في هذا القطاع. فدفعني الملل الذي تملّكني إلى إعادة تحديد أولوياتي وتوجيه اهتمامي نحو الهندسة المعمارية والتطوير العقاري.

ما الذي أثّر في طفولتك؟
لقد تأثّرت في طفولتي بوالدتي بشكل خاصّ. أنا أتذكّرها دوماً وهي جالسة على المدرّجات حول حوض السباحة حيث كنت أتدرّب لساعات طويلة. كانت أمّاً محبّة، حاضرة دائماً لأن تَبذل وتضحّي بنفسها من أجلنا أنا وشقيقتي. كما أتذكّر والدي، الذي كان منسّق حدائق، ملتزماً وشغوفاً بعمله. كان ضليعاً في خفايا مهنته وخصائصها، وقد كان له الدور الأبرز بتلقيني القيم والمبادئ التي لا تزال ترافقني حتّى اليوم. لن أنسى أبداً تلك الذكريات، خاصّة عندما كنت أرافقه إلى الدفيئات الزراعية حيث كان يعمل، وعندما كنت أسترسل بالتأمّل في مئات الأشجار والنباتات التي كانت تحتضنني.

.World African Island

ما الذي أثار شغفك – وأطلقك في مهنتك في مرحلة لاحقة – في الهندسة المعمارية وفي مجال التصميم؟
لقد كنت دائماً مولعاً، بل مهووساً، بالهندسة المعمارية والتصميم. وفي حين كنت أمارس السباحة، كنت أقوم بإعادة رسم كلّ زاوية من زوايا مدينتي وتصميمها في مخيلتي. عندها، لم أكن أشعر بمرور الوقت، ولا حتّى بكثافة الجلسات التدريبية، بل بحرّية وسلام داخلي. باختصار إذاً، كان الفصل الأوّل من مسيرتي المهنية مخصّصاً لقطاع مختلف كلياً. لكن الملل دفعني إلى التخلّي عنه، لأكرّس نفسي للمجال الذي كان يشعرني بالفرح والحماس. برأيي، السعي وراء الأحلام ضروري وبديهي، وكذلك القيام بما يهمّنا ويستحوذ على قلوبنا حقّاً.

.Infinity Pool

ما هي أنواع التحدّيات التي صادفتها في بداية مسيرتك المهنية؟
في البداية، واجهت مشاكل كبرى على الصعيدين الإداري والتنظيمي. كنت أظنّ أنّني قادر بمفردي على إدارة شركتي، وكنت أتّبع مقاربة تقليدية في ما خصّ شؤون العمل. في تلك الفترة، لم أكن أدرك ضرورة اعتماد محاسبة دقيقة، ولا ضرورة الاستعانة بمحامين كفوئين لمراجعة كافّة العقود، ما كبّدني الخسائر والأضرار. على الرغم من أنّ الأعمال كانت مزدهرة، إلّا أنّ هذه العيوب عرّضتني لفشل ذريع. الأمر مختلف تماماً اليوم. فأنا أرتكز على بنية صارمة جدّاً مؤلّفة من بضعة مئات من المعاونين في دولة الإمارات العربية المتّحدة وفي بلدان أخرى، ما يُمكّنني من تنفيذ سلسلة متتالية من المشاريع الناجحة في مختلف أنحاء العالم.

Como Tower، مبنى ذو طابع فريد.

أنت في مواجهة دائمة مع التحدّي والمخاطرة. هل يعرّضك هذا لكثير من المشاكل؟
يُشكّل التحدّي والمخاطرة جزءاً لا يتجزّأ من مسيرتي. هما يتسبّبان بمشاكل في بعض الأحيان، إلّا أنّهما أحثّاني على تنفيذ مشاريع غير تقليدية واستثنائية. عندما أسّست مختبر الأسنان الذي سبق أن تحدّثنا عنه، قبل إنهاء دراستي، اعتبرني زملائي الطلّاب مجنوناً، لكنّني سرعان ما أدركت أنّني الشاب الأصغر سنّاً في منطقة Paris Ile-de-France الذي تمكّن من إطلاق مشروع كهذا حتّى قبل حصولي على شهادتي. في ذلك الحين، كنت فخوراً جدّاً بنجاحي، بقدر افتخاري بموقع مختبري الجغرافي، بحيث إنّه كان في شارع Lac في باريس. إلى ذلك، عندما كنت فتياً، كنت أكسب معيشتي بشكل جيد جدّاً، لكنّني لم أرغب أن أبقى في الوظيفة عينها، على الرغم من أنّ الوضع المذكور كان يشعرني بالراحة والأمان. أمّا السبب وراء رغبتي بالتغيير فيعود إلى كوني أحبّ المواجهات الصعبة والتحدّيات، وهذه الأخيرة لا تُشكّل بالنسبة إلي قيوداً مكبّلة، بل على العكس، هي تدفعني إلى المضي قُدماً. انطلقت في مجال التطوير العقاري والهندسة المعمارية من دون الخضوع لدورات دراسية مناسبة. لكنّني نجحت في سدّ هذه الفجوة عن طريق تعويلي على شغفي وعملي الدؤوب. ولذلك أدعو في هذا المجال، بعد تجربتي الشخصية، إلى إحداث نفضة في المنهج التقليدي.

المدخل المذهل والاستعراضي ﻟ Como Tower.

كيف درّبت نفسك على عدم الرضوخ أو الاستسلام في مواجهة العقبات؟
قادني الافتقار للهيكلية التنظيمية في المغرب إلى الارتباط بأشخاص غير مناسبين عمدوا إلى استغلال الثغرات في الأنظمة التشغيلية التي أتّبعها. وقد علّمني الفشل الذي نجم عن ذلك القدرة على التأقلم مع المشقّات. أنا أؤمن بضرورة الانحدار إلى الحضيض في بعض الأحيان وتحمّل المعاناة الشديدة، حتّى يتمكّن المرء من إيجاد الحلول في نهاية المطاف، والنهوض مجدّداً، ما يفضي إلى شعور رائع من السعادة. هكذا هي الحال في عالم الرياضة: يجب عدم الاستسلام. فالحلول دائماً موجودة، ومع مضي الوقت، نكتشف أنّ الفشل أساسي في دفعنا إلى الأعلى.

البنتهاوس الأغلى ثمناً في العالم والمطلّ على الواجهة البحرية في Como Tower.

أخبرنا عن إنجازاتك ومشاريعك… وما هي تلك التي تتباهى بها أكثر من سواها؟
لقد مكّنتني رؤيتي وأفكاري من تطوير مشاريع على نطاق دولي، تمتدّ من مومباي إلى سنغافورة، مروراً بقطر والمملكة العربية السعودية، وحديثاً جزر البهاما وإيطاليا. ومن بين المشاريع الحديثة، Como Tower في نخلة جميرا، دبي، وهو تحفة هندسية معمارية أفتخر بها جدّاً، حيث تمكنّا فيه، خلال شهر ديسمبر الماضي، من تحطيم الرقم القياسي ببيع أغلى بنتهاوس يقع على شاطئ البحر على مستوى العالم، مقابل أكثر من 150 مليون دولار. دفع هذا المشروع شركتنا إلى الصفوف الأمامية، وجعلها تسطع تحت أضواء الشهرة. ومن المتوقّع أن تُبصر النور، خلال الأشهر والسنوات المقبلة، مشاريع أخرى، تُعدّ استثنائية وغير تقليدية أيضاً، وتضمّ Museum of Humanity، وهو حالياً في مرحلة إنتهاء الأعمال ووضع اللمسات الأخيرة عليه؛ والمشروع الفاخر للغاية على الماء World African Island؛ وكذلك أكبر ملعب كرة قدم في العالم، علماً أنّه مجهّز بتكنولوجيا تخوّله استيعاب ملايين المتفرّجين.
نحن نعمل أيضاً على بناء عدد من الأبراج التي ستترك بصمتها على المشهد العمراني العامّ في دولة الإمارات. فهدف مؤسّستنا يقضي بإحداث ثورة في القطاع. صحيح أنّ بعض مشاريعنا يتمتّع بقدر من الترف والفخامة ويستهدف نخبة مختارة، إلّا أنّنا نسعى جاهدين لوضع خبراتنا في خدمة المجتمع. ومن هذا المنظار، نبذل، أنا وشريكي Ben، جهداً كبيراً في بناء أطول مسار مُعلّق مخصّص للدرّاجات الهوائية في دولة الإمارات، والذي يحمل اسم Dubai Cycle Line.
أتمنّى أن يتمكّن كلّ شخص من الاستفادة من البنى التحتية التي نقوم بإنشائها، ومن الاستمتاع بها.

.The Pointe

ما الذي يميز أسلوبك في العمل؟
أنا قادر على أن أتصوّر مشاريع مُنجزة حتّى قبل أن أرسم لها أوّل مخطّط تصميمي مُقتضب. وفي السياق عينه، أتمتّع بجرأة تساعدني على إقناع شركائي الجدد. في ما خصّ Como Tower مثلاً، أتذكّر أنّني أصرّيت، على الرغم من تشكيك المهندسين، على أن يدمج قوس عملاق في قاعدة المبنى الضخم لتحويله إلى تحفة فنّية، واستطعت، بعد نقاشات طويلة، من أن أثبت لفريقي أنّ هذه البنية الهيكلية ليست مُمكنة وقابلة للتنفيذ من الناحية التقنية فحسب، بل هي تضمن أيضاً أسلوباً مذهلاً واستعراضياً.

ما هو السرّ الذي يُبقيك محافظاً على إبداعك وعلى تميزك في المشاريع المختلفة التي تقوم بتنفيذها؟
أحاول دائماً أن أعتمد نمطاً مختلفاً ومتمايزاً في التفكير والابتكار عن بقية الناس، حتّى أتجنّب السقوط في الفراغ لناحية المضمون وفي التكرار المبتذل لجهة الشكل. إنّ قوّة الشخصية التي أتمتّع بها تمكّنني من عدم وضع أي سقف أو حدود لتصاميمي وتصوّراتي.

هندسة معمارية مبهرة.

ما أكثر ما يثير اهتمامك في أي مشروع؟
النجاح في خلق انطباع قوي يبقى في الذاكرة، ما إن يتمّ تنفيذ المشاريع ووضعها ضمن البيئة الحضرية. أنا أسعى دائماً لأن تثير ابتكاراتي الرغبة على اكتشافها.

ما هي المرحلة التي تتطلّب الوقت الأطول أثناء تصميم مبنى يحمل توقيع Boubker Benjelloun؟ وكيف يجري إطلاق أي مشروع؟
المرحلة الأطول هي تلك التي تلي مرحلة وضع التصميم، والتي أزيّنها برسومي الملفتة. إنّها المرحلة التقنية التي يقوم فيها شريكي Ben بدور بطل العالم في الفئات كلّها (يبتسم). فهو يبعث الحيوية والحياة في المشاريع المتأتّية من أفكاري.

قد يعجبك أيضاً

villa-tonden-hofman-dujardin-holland-ar-new

إلى أي مدى تؤثّر القيود التي يفرضها الموقع الجغرافي ورغبات المالك ورؤيتك للتصميم في العمل؟ هل سبق لك أن بدّلت مقترحك أمام عميل متطلّب؟
لأكون صادقاً، أنا أنجح في إقناع عملائي بالتصاميم التي أرسمها، كما أنّني قادر على فهم أفكارهم واستيعاب آرائهم. وعادة، هم يتبنّون رأيي ويوافقون على نظرتي في نهاية المطاف.

.Dubai Fashion Resort

ما هو النصب الذي تمنّيت لو قمت أنت بإنجازه؟ وما هي التغييرات والتعديلات التي كنت ستجريها عليه؟
هناك العديد منها، لكنّ واحداً استحوذ على رغبتي تلك بشكل خاصّ. تسنّى لي الاطّلاع على صور ملعب الدار البيضاء الضخم الذي سيكون أكبر ملعب في العالم، بقدرة استيعابية تبلغ 115,000 مقعد للمتفرّجين، وقد بقيت مُحبطاً بعض الشيء إزاء ما كنت أتمنّى أن يُحقّق فيه من إضافات. أنا لا أنتقد العمل المهمّ والّافت الذي نفّذه المهندسون الممتازون المسؤولون عن هذا المشروع، ولكن كوني مغربياً، وفخوراً ببلدي، أعترف بأنّه انتابتني خيبة عند عدم رؤية مشروع من شأنه أن يمثّل جذور بلدي الأمّ. فأنا شخصياً كنت أفضّل أن تتّسم غالبية المبنى الضخم بالعمارة المغربية، وأن يستفيد من موادها وأدواتها المحلّية، ما يضمن تألّقه. إلى ذلك، كنت أفضّل أن يكون هذا الملعب عبارة عن متحف مفتوح في الهواء الطلق، يشعّ في موقعه ويؤثّر في الأجيال المستقبلية على مدى مئات السنين المقبلة. لقد رغبت فعلاً في أن أعيد رسم هذا الملعب وتصميمه، وطلبت من خمسة عشر شخصاً في فريقي العمل على المشروع، وقد نفّذوا المهمّة كتمرين من أجل الاستمتاع فحسب. ما من مانع يردعنا عن تقديمه لبلادي في المستقبل مشروعاً صالحاً للتنفيذ، قادراً على استضافة مباريات كأس العالم لكرة القدم في دورة العام 2030، في ملعب رائع إضافي آخر.

ما الذي يحفّزك إلى جانب شغفك بالهندسة المعمارية والتطوير العقاري؟
لم يعد تحقيق الأرباح المادية وتراكم الممتلكات والمقتنيات يرضيني ويسعدني. ما يحفّزني حالياً هو أن تحسّن أعمالي أوضاع المحرومين والمعوزين، وأن أكون بالتالي قادراً على تكريس نفسي لمن هم أشدّ حاجة للمساعدة. في حال توصّلت إلى تحسين حياتهم اليومية، عندها أتباهى وأعلن جهاراً أنّني نجحت بالفعل.

.Ethiopian Village

إنّ إنشاء المؤسّسة العائلية B. Foundation يشهد على هذا الالتزام لجهة توفير الدعم لقضايا إجتماعية وإنسانية. ما الدافع الذي كان وراء إطلاقها؟
لطالما شكّل العمل الخيري والإنساني جزءاً لا يتجزّأ من شخصيتي، وأنا أجهد منذ أكثر من عشرين عاماً لأن أكون نشيطاً في هذا المضمار قدر المستطاع. ومنذ لحظة وصولي إلى دبي، قرّرت أن أجعل من مؤسّستي الخيرية أولوية بالنسبة إلي وإلى عائلتي. في هذا الإطار، باشرنا مؤخراً في إعادة إعمار واحدة من أشدّ القرى فقراً وحاجة في جنوب إثيوبيا. آمل أن تتضاعف هذه المبادرات وأن تنتشر في مختلف أنحاء القارّة الأفريقية وفي العالم خلال السنوات القليلة المقبلة. أمّا هدفي الأسمى، فهو توفير البنية التحتية المفقودة في المناطق النائية، والسماح للمحتاجين باستعادة السيطرة على حياتهم، ومنحهم ما يستحقّونه من كرامة واحترام. أهدف، من خلال هذه المؤسّسة، إلى تأمين مستقبل أفضل لهم، يكون عادلاً ومتوازناً. فالترف الحقيقي، بالنسبة إلي، يكمن في مساعدة الآخرين، وهو مصدر سعادة لا مثيل لها. إعانة الغير هو الإرث الذي أتطلّع لأن أتركه لأولادي الرائعين.

يَقضي هدف Boubker Benjelloun بتوفير مستقبل أشدّ عدلاً وتوازناً للمحتاجين.

هذه المنشأة، التي تأسّست وانطلقت في المغرب، تتّخذ اليوم من إثيوبيا مقرّاً لها. لماذا اخترت هذا البلد بالتحديد؟ وهل لديك النية في توسيع أنشطتك لتطاول مناطق أخرى محتاجة؟
أدركت عند زيارتي الأولى إلى هذه المنطقة الحاجة الملحّة للتدخّل ومدّ يد العون لشعوب لا تملك أي شيء، فشكّلت هذه القرية نقطة البداية والانطلاق. لا ننوي حصر جهودنا بمنطقة واحدة، بل الانتشار في أنحاء العالم كافّة. أرغب في أن تتاح أمام هؤلاء الرجال والنساء والأطفال الاستثنائيين الفرصة لأن يُثبتوا قدراتهم وإمكاناتهم من أجل الوصول إلى مستقبل أفضل. إنّ محاولة تنظيم نشاطات بمستوى دولي حول الفنّ أو الرياضة سيمكّنهم من بناء المستقبل ومن جعل اقتصادهم يزدهر، لما فيه مصلحة الأجيال المقبلة.

بالنسبة إلى Benjelloun، يكمن الترف الحقيقي في تأمين المساعدة للآخرين.

كيف ترى مستقبل هذه المؤسّسة؟
هو حلم راودني في طفولتي، وقد نشأ وكبر معي، يرافقني طوال الوقت، يتملّك تفكيري ويشغله. هو حلم يقضي بمساندة الفئات الأشدّ حرماناً، أولئك الذين لم تكن الحياة متساهلة ورحيمة معهم. وبالفعل، وبغية تحقيق هذا الهدف، بدأت B. Foundation بتحرّكات ميدانية في مختلف أنحاء أفريقيا تقريباً. ومن الضروري الإشارة إلى أنّنا نعمل في المرحلة الحالية على تطوير تطبيق إستثنائي، وعلى تأسيس مجلس إدارة عام للمؤسّسة، يتكوّن من فائزين سابقين بجائزة نوبل ومن شخصيات مؤثّرة. ومن المرتقب أن تقوم الخبرات التي يتمتّع بها كلّ من سبق ذكره، بدور مساهم ومساعد في إنجاح هذه الجمعية، بحيث أنّها ستتيح لملايين الأشخاص، بل المليارات منهم، أن يعيشوا في ظروف أفضل. وهذا الأمر بحدّ ذاته يُعدّ إنجازاً، ويُولّد غبطة يجب على كلّ فرد أن يطمح إلى نيلها، وإلى اختبارها بتفاصيلها.

نحو الأعلى