توقّع وكالة Snøhetta تصميم المقرّ الجديد لمجموعة Le Monde، الممتدّ على 23 ألف متر مربّع، والذي يجمع تحت سقف واحد 1,600 موظّف. مبنى-جسر يطبع، بفعل الفناء الأمامي الذي يمكن الوصول إليه وبواجهته المذهلة، مدخل الضفّة الشمالية من باريس بطابع خاصّ، وهي منطقة في طور إعادة التأهيل.
تتكوّن واجهة هذا المركز الجديد من أكثر من عشرين ألف عنصر زجاجي منقّطة ومرتّبة وفق مخطّط محدّد مسبقاً، إضافةً إلى إمكانية إنجاز 772 تركيبة مختلفة. تراهن هذه الأسطح الزجاجية على تأثيرات الشفافية التي تتغير على مدار اليوم وبحسب اختلاف الفصول. يجسّد كلّ من تلك العناصر قطعة مميزة، مصنّفة حسب مقياس الظلمة الذي يتراوح من شفّاف إلى معتم تماماً، وهو مدمج وفق نوعية الاستخدام. يشكّل كلّ هذا إطاراً للإطلالات الرائعة على العاصمة الباريسية ويضمن أقصى درجة من انسياب ضوء النهار. تؤدّي تلك العوامل برمّتها إلى نمط معقّد، يحاكي رسائل الصحف والمجلّات المطبوعة. إنّه نموذج يشبه نصّاً صحفياً، ينفلش على امتداد 10 آلاف متر مربّع. تنتصب البنية بطول 80 متراً متحدّياً شروط الموقع الذي استحوذت عليه المجموعة في العام 2014 وصعوباته: فهو قائم فوق مسارات السكك الحديدية ولا يحظى بالتالي ببنية تحتية تقنية. لذلك، كان التحدّي الأوّل إنشاء بناء يتمّ فيه دمج النظام بأكمله، وبذكاء، في الهيكل العلوي. أمّا المواجهة الثانية فتمثّلت بمحدودية قدرة الأرض على تحمّل الأوزان إذ أنّها تقتصر على طرفَيْه، أي على الأساسات المنجزة أصلاً، ما يجعل مستحيلاً تشييد الركن الأساسي. كان من المقرّر في البداية بناء كيانَيْن منفصلَيْن على الجزأين المناسبَيْن للعمار. فكان الاقتراح المرتكز على فكرة ربطهما بنوع من الجسر، بحيث يصبح المركز إبداعاً في التنفيذ، يتمتّع بركيزة معقّدة للغاية، مصنوعة من الفولاذ، يتجاوز وزنها الإجمالي وزن برج إيفل. فكانت النتيجة مبنى واحد، مصمّم وفق القيود التي فُرضت عليه، يلبّي الرغبة في تصميم مقرّ جديد يجمع بين مختلف عناوين المجموعة.