توفّر التلال الخلّابة في مقاطعة بياتشينزا الإيطالية الإطار الأمثل لهذا المنزل الحديث المكسوّ بالصنوبر، وقد صمّمه المهندس Geert Koster، مؤسّس Studio Koster. مالكة الملاذ أخصّائية بالاتصالات، تعيش وتعمل في ميلانو، وتحبّ قضاء عطلات نهاية الأسبوع في الريف مع شريكها وكلابها المحبوبة.
بعد أن بحثت المالكة طويلاً عن مزرعة ريفية في الضواحي، وجدت أخيراً قطعة أرض في الموقع المثالي، فقرّرت إطلاق البناء من الصفر، وعهدت بالمشروع إلى المهندس الهولندي Geert Koster. أمّا المفهوم الذي ارتكز عليه فهو إعادة رسم معاصرة للإسطبلات الريفية التي تتكوّن عادة، في هذه المنطقة الزراعية بالتحديد، من واجهة طويلة، وهي مثال نموذجي للعمارة المحلّية التقليدية. ومع ذلك، وعلى الرغم من أنّ المنزل يجسّد بوضوح الأعراف الإقليمية، إلّا أنّ طابع التصميم الخارجي والداخلي عصري للغاية. هنا، كلّ شيء يندرج بالاستدامة بدءاً من موقع المبنى واتّجاهه، وتحسين التعرّض لأشعّة الشمس، مروراً باختيار الموادّ ذات الطاقة العازلة العالية، وصولاً إلى نظام التدفئة والتبريد الحراري الأرضي. المسكن مغطّى بالكامل بخشب الصنوبر الطبيعي العامودي المجفّف في الفرن، يتّخذ لوناً رمادياً فضّياً جميلاً مع مرور الوقت. تصطفّ الواجهات والنوافذ والأبواب ببراعة، مُشكّلةً بالتالي مظهراً نقياً، مجرّداً، بسيطاً وغير مرئي عندما تكون مغلقة. تكثر الباحات في الخارج كجزء من حديقة برّية ومتنوّعة. في الداخل، يتمحور البيت حول المطبخ وغرفة الطعام، بحيث يمتدّان نحو الخارج على شكل شرفة مرتفعة. تقع غرف النوم في جزء المبنى الغربي وتحظى جميعها بمخرج إلى الحديقة، في حين يضمّ القسم الشرقي المدخل والصالون ودرجاً يؤدّي إلى قبو النبيذ. في المكان الرائع هذا، كلّ قطعة مختارة لتكمّل التشطيبات الداخلية الضئيلة جدّاً، والتي تشمل الأرضيات الخرسانية، أي المصنوعة من الباطون، وبلاط من الحمم البركانية وطلاء الجير الأبيض ومطبخاً من الخشب المجمّع من الطبيعة.