Beta، سينما ما بعد الحداثة بِلَمسة من الفكاهة

يعمل استوديو Module K، الذي يتّخذ من فيتنام مقرّاً له، على دمج الألوان والهندسة الجريئة مع لغة التصميم التاريخية لمدينة سايغون، من خلال تصميمه لسينما Beta. يقع المشروع الجديد في مدينة Ho Chi Minh (HCMC) ويهدف إلى جذب الشباب من خلال عمارة تجمع بين الطابع الكلاسيكي والمعاصر.
تبرز الألوان الزاهية، والتصاميم القوية، والعودة إلى المباني القديمة لـسايغون في هذا السينما الذي صمّمته شركة الهندسة الداخلية الفيتنامية Module K في مدينة Ho Chi Minh. يقع Beta Media في الطابق الأرضي لأحد مراكز التسوّق، ويمكنه استيعاب ألف شخص، مستهدفاً جيل الألفية بأسلوبه وأجوائه المعمارية الفريدة والراقية. كلّ تفصيل في التصميم يستحضر معالم سايغون الشهيرة. تعتمد لوحة الألوان الباستيلية الهادئة، المستوحاة من فنّ اﻟ Art Nouveau، على درجات من الوردي الفلامنغو، والأخضر البحري، والبرتقالي الزاهي. بينما تعمل الكتل والمكعّبات بألوان مختلفة على تحقيق الانتقال السلس بين المساحات، ما يخلق عمقاً بصرياً غير محدود. عند المدخل الرئيس، تتناوب الأشكال الهندسية وتمنح انطباعاً قوياً وبسيطاً في آنٍ واحد. تتميز الردهة المركزية والصالة بسقف أخضر هندي-صيني على شكل قبّة، يذكّرنا بمكتب البريد المركزي الاستعماري في المدينة، مع سقف مقبّب هائل. كما يشكّل السلّم الحلزوني الأزرق نقطة تجمّع للشباب. أمّا الأرضية، فهي مغطّاة ببلاط إسمنتي مزخرف بنقوش آسيوية شرقية.
عند المدخل، تحاكي مجموعة من الحمائم المجسّدة الطيور التي تحلّق حول دار الأوبرا وساحة Commune de Paris. أمّا شبّاك بيع التذاكر، المصمّم بدرجات الماهوجني (أكاجو)، فيستوحي تصميمه من إيقاع الأعمدة وسقف سوق Ben Thanh. كما تخلق الفتحات الدائرية في الجدران والسقف تبايناً مع الأنماط المتكرّرة. تمثّل قاعة الاستقبال الجانبية والممرّات انعكاساً للأزقّة الساحرة لمدينة Ho Chi Minh، بينما تزين المدخل المؤدّي إلى الردهة أقواس بألوان قوس قزح. تتّصل الشرفة والطابق الأرضي بممرّات تحيط بالمبنى، وتخلق الشرفات نصف الدائرية زوايا خاصّة لالتقاط الصور مع إطلالات بانورامية. كما تشير الأعمدة المقوّسة غير المتناظرة إلى الطراز القوطي الوردي لكنيسة Tan Dinh. تلتفّ السلالم الوردية الباستيلية حول أعمدة جريئة، مستوحية تصميمها من الدرابزينات التقليدية. أمّا قاعة العرض، فهي تستمرّ في اعتماد الأسلوب الهندسي عبر نقوش ماسية الشكل ذات إضاءة خلفية بارزة تزين الجدران. باختصار، يمثّل هذا السينما مزيجاً متقناً بين الحداثة والتقاليد، حيث تصبح حركة الزوّار والمساحات جزءاً أساسياً من التجربة، تماماً مثل العروض السينمائية نفسها.






