صمّمت المهندسة المعمارية الشهيرة Diana Ibrahim ومكتبها arch+ هذه الشقّة ببراعة، في منطقة كليمنصو النابضة بالحياة، في بيروت. هي ليست مجرّد مكان للسكن، بل شهادة على الابتكار في التصميم الداخلي وحلّ منسّق بدقّة متناهية لتحدّيات الحياة الحضرية، بحيث إنّها تجمع بين العملية السلسة والجماليات المذهلة.
شقّة من توقيع استوديو arch Diana Ibrahim+، في منطقة كليمنصو في بيروت، جاهزة لتلبية ديناميكيات الحياة الحضرية المعقّدة. وما يميزها فعلاً، هو هذا الدمج الذكي والجريء بين الوظائف الأساسية في مواقع غير تقليدية وذلك في كافّة أنحاء المنزل، ما يثبت أكثر فأكثر كفاءة المهندسين. كما أنّ اختيار الأعمال الفنّية الرائعة والأثاث الراقي يبرز المساحة ويخلق جوّاً من الأناقة والانسجام. تتميز الشقّة قبل أي شيء بشرفة مغلقة مُنسّقة بمهارة. أمّا التحدّي الأكبر في إنجازها، فتمثّل بوجود عامود هيكلي كبير في وسطها، وقد حوّله الفريق المبدع إلى قلب المسكن، حيث وُضعت مدفأة أنيقة يعلوها جهاز تلفزيون، وحيث أُعطي العامود وظيفة مزدوجة فبات عنصراً زخرفياً مذهلاً من جهة، وركيزة غرفة الجلوس من جهة أخرى. تعزّز قاعدته العاكسة كالمرآة طابع الخفّة والرحابة. هنا، أي عائق محتمل يتحوّل إلى عنصر تصميم مركزي. تتّصل الغرفة العائلية بهذه المساحة المبتكرة، وتغرق بضوء طبيعي ينساب بوفرة من الخارج مع إطلالة خلّابة على الحديقة الهادئة. ليس هذا المكان ملاذاً هادئاً فحسب، بل إنّ تصميمه يجعل بعض المساحات فيه تتمتّع بخصوصية تامّة، كصالة تدخين السيجار، من دون التخلّي عن الانفتاح والاتصال بالأقسام الأخرى من المسكن. في الوسط طاولة طعام وُضعت بشكل استراتيجي للاستفادة من المساحة إلى أقصى حد. تقوم هذه القطعة المنحوتة بأكثر من وظيفتها العادية، إذ إنّها نقطة محورية ديناميكية في قاعة الاستقبال، ما يعزّز سهولة الاستخدام والجاذبية الجمالية. دور الفنّ رئيسي في تحديد طابع الشقّة. كلّ قطعة، أكانت لوحة أو منحوتة أو أثاث، مختارة ليس فقط للديكور بل عنصراً تصميمياً أساسياً. تعكس هذه التحف مزاج المالكين، تعبّر عن هويتهم وتزيد من الخصوصية. يُظهر هذا المشروع التزاماً عميقاً لجهة حلّ المشاكل بطريقة مبتكرة وخيارات جمالية مميزة. والنتيجة، بيئة متماسكة وملفتة تُعيد تحديد الحياة العصرية.
