إستخدمت مجموعة Baoye Group خبرات LYCS Architecture لتصميم مكاتبها في شانغهاي، وبخاصّة تلك التي تُعنى بالإبداع في صناعة البناء، وثقافتها الإنسانية المتمحورة حول تطوير الموظّفين ورفاهيّتهم. في النهاية، وفّق هذا العمل بين ما كان في البدء يبدو متناقضاً.
صناعة، تكنولوجيا، طبيعة وإنسانية. مفاهيم لا ينسجم غالباً بعضُها مع بعضها الآخر. مع ذلك، شكّلت هذه العناصر المحاور الأربعة التي شُيّد حولها Shanghai Baoye Centre. أنجز LYCS Architecture هذا المجمّع الذي يتلاعب نوعاً ما بالعلاقة بين المساحات الواسعة والمزاجية والأفكار. بدأ كلّ ذلك كبؤرة في باحة داخلية، حيث تسود الحيوية والطاقة المنبعثتان من الشمس والمزروعات المنثورة فيها، بينما يتّسم العمق بوتيرة إيقاعية بفضل سلّم خشبيّ منحوت كتحفة فنّية، لا يكتفي بالربط بين الطوابق بل يشكّل مكاناً للتواصل الإبداعي بين الخلايا والأقسام. يبرز عامل تبدّل آخر في الألوان التي تشير إلى الانتقال من مكان إلى آخر ومن مزاج إلى آخر. فقد استُخدم الرمادي الغامق للأقسام الصناعية والخشب الحارّ لتلك المخصّصة للراحة والاسترخاء. أمّا في ما يتعلّق بالمواد، فهي تربط بين طابعها الخلّاق والدور الذي يجب أن تؤدّيه لإرساء الانفتاح تارةً وضمان الحميمية والخصوصية طوراً. نذكر على سبيل المثال الزجاج المصفّح المستعمل في قاعات الاجتماعات والذي تتحكّم الكهرباء بشفافيته. يدخل التصميم في هذه العملية الجمالية ليزيد من التأثير الذي يوفّق بين العمل والحياة الخاصّة. وهكذا، يتحوّل خطّ الأفق في شانغهاي إلى عنصر تنسيقي يتبلور في لونين خشبيّين وبمرتفعات مختلفة، أسلوب يتكرّر في كافّة الصالات. روحية تؤكّد أنّ زمن الصلابة القديم المعتمد في المكاتب قد ولّى.