يقع Indira بين تلال بلدة الكفور الخضراء، وهي قرية هادئة في الجبال اللبنانية، تطلّ على البحر الأبيض المتوسّط. هو قصر يعود بناؤه الأساسي إلى مئتي عام، تمّ تحويله إلى بيت ضيافة، يمزج بين الهندسة المعمارية اللبنانية التقليدية مع لمسات من الشرق الأقصى. يتكوّن من مبنى مركزي وحديقة مزينة بثلاثة أجنحة.
بدأت قصّة Indira في العام 1986، عندما تملّكت عائلة باز منزلاً لبنانياً تقليدياً عمره 200 عام. على مدار أربعة عقود، شهد هذا البيت العديد من اللحظات السعيدة والمعالم والذكريات التي لا تُعدّ ولا تحصى، وهو يضمّ اليوم مجموعة أصلية من الفنّ، من مختلف ثقافات الشرقين الأوسط والأقصى ومناطقهما: التحف والمنحوتات والأعمال الفنّية الحصرية تجد مكانها في هذا المسكن الجميل، ممّا يضاعف طابعه المميز كملتقى للحضارات والأديان. أمّا الآن، فقد أصبح بيت ضيافة سُمّي Indira – وهو اسم يعني ”رائع“ باللغة السنسكريتية. لطالما حلمت كارلا باز، المصمّمة – وإبنة أحد هواة جمع التحف – بالحفاظ على هذا المبنى العزيز على قلبها، وتحويله إلى موقع يمكن أن يحظى بتقدير الكثير من الأشخاص، وبالتالي ضمان استدامته.
إستغرق المشروع ما يقارب السنة، بين التأمّلات الأولى بمساعدة مستشاري فنادق، والتجديد والافتتاح. وبهدف إبراز هوية المعلم، سعت كارلا باز إلى التعاون مع الأشخاص الذين تمكّنهم خبرتهم وحساسيتهم الفنّية إعادة النظر في الرحلة مع الحفاظ على الطابع المميز للمنزل ومالكيه. ومن هذا المنطلق، نشأت فكرة دمج جهودها مع Maison Tarazi، وهي دار اشتهرت بصناعة الحِرَف اليدوية الشرقية منذ العام 1862. أدّى هذا التعاون إلى ترميم ألواح الجدران الدمشقية، وتجديد أفاريز السقف بالإضافة إلى الأجزاء الرئيسية المعقّدة.
إلى ذلك، قدّمت كارول طرزي نسناس، محرّرة الأزياء سابقاً ومصمّمة الديكورات الداخلية حالياً، مساهمة قيمة. في أوّل مشروع تنسيق داخلي لها، كانت مسؤولة عن اختيار جميع أقمشة المفروشات وأنسجتها، كما أنّها لعبت دوراً رئيسياً في إنجاز غرف النوم والمساحات المشتركة. فجاءت النتيجة أسلوباً رائعاً ينقل الزوّار إلى مكان يجتمع فيه الماضي والحاضر بطرق تستحضر عصراً ذهبياً من الفخامة المتطوّرة والبسيطة: تندمج النجارة الدمشقية مع الصور الصينية الملوّنة؛ تمتزج القطع العتيقة مع الخطوط الحديثة ولوحات الألوان؛ توفّر الأرائك المخملية والأنماط المزخرفة أناقة لا مثيل لها وراحة لامتناهية.
يمكن للمبنى أن يستوعب عشرين شخصاً في عشرة أجنحة فخمة. يضمّ كلّ جناح منطقة خاصّة به في الهواء الطلق، ويمكن للضيوف الاسترخاء في المسبح الموجود على السطح. يتوافر أيضاً Spa مع Sauna وإمكانية الحصول على تدليك وعلاجات للجسم والوجه. بالنسبة للطعام، من الممكن تذوّق مجموعة متنوّعة من الأطباق التي تشمل المأكولات التايلاندية وتلك الشامية التقليدية، معدّة بعناية لإمتاع الحواس. تمتزج التوابل الشرقية والمكوّنات الإستوائية بدقّة لخلق مزيج مثالي من النكهات الجديدة والمألوفة.
أمّا القبو، وهو محور المبنى، فقد تحوّل إلى حانة لاستقبال الوافدين من أي جهة. فالمعرض الحجري المقبّب الرمزي، الذي كان في السابق إسطبلاً، أصبح بيانو-بار، وركناً مثالياً لتناول المشروبات الليلية والمحادثات الحميمة والتجمّعات المبهجة التي تعزّزها الموسيقى الحية. هنا، سيجد الضيوف بالتأكيد الهدوء الذي يبحثون عنه في أجواء ترحيبية وخدمة مميزة ومأكولات لذيذة.