يقع هذا المسكن في موقع خاصّ ولكن مصنّف، في جنوب فرنسا، وكان عليه، بموجب القانون، الاستفادة من الصخور المحلّية. بناء يقترن بالخرسانة أو الباطون الخامّ، مادّة فُضلى عند المهندس المعماري Pierre Minassian، ويمتزج مع بيئته حتى لو أنّه يمتاز عنها.
ما الذي يمكن أن يكون أكثر جاذبية لهذا المشروع المعني باحترام البيئة المتوسّطية الجنوب فرنسية غير الهندسة المعمارية المعاصرة البسيطة، والتي من شأنها أن تجعله يتألّق بأسلوب شبه خجول؟ يبدأ كل شيء بتموضع ذكي يتبع المنحدر فلا يظهر منه غير نصف طابق. وهكذا، لا يعود المنزل يحجب المنظر الخلّاب المطلّ على القرية المجاورة في أي وقت من اليوم. إلى ذلك، يُسعد البيت ضيوفه عبر إطلالة رائعة على البحر لا يحدّها شيء. من هنا، يظهر هذا البناء إلى العالم بوجهين، الأوّل ينضح بالخصوصية التي تجسّدها قشرتان واقيتان: الخارجية في الحجر الأصلي، والداخلية في الباطون الخامّ. والثاني بلّوري مشعّ بالكامل بفضل واجهة زجاجية مع ألواح منزلقة تنفتح نحو الشرفة وصوب البحر والمشهد البانورامي المرافق له. ينقسم الطابق العلوي إلى قسمين، فيكشف عن درج متقن يؤدّي إلى المدخل الأساسي في الفناء. في الطابق السفلي، توجد غرفة النوم الرئيسية بجوار قاعة الجلوس والمطبخ، فتتحوّل هذه المساحات العامّة التقليدية إلى ملاذات ملائمة للسلام والاسترخاء، وخلال الطقس المعتدل، إلى جسر صيفي محمي من أشعّة الشمس وجيّد التهوئة بفعل نظام تكييف تمّ إرساؤه في المبنى كما من خلال تعدّد المصاريع، أو درفات الشبابيك الخشبية. نموذج بيئي يكتمل بالسقف الأخضر الذي يلعب دوراً مزدوجاً. فهو يؤمّن العزل الحراري، من جهة، ويسمح للمنزل أن يتفاعل مع محيطه من خلال عملية تبدّل لا تتوقّف من جهة أخرى.