إطارات مرسومة بدقّة
يقع هذا البيت في منطقة سكنية قريبة جدّاً من فالنسيا، في إسبانيا، وقد صمّمه مكتب الهندسة المعمارية Ramón Esteve. قطعة الأرض التي يقع عليها البناء محاطة بنباتات موجودة أصلاً وهي مطلّة على المشهد الطبيعي حولها. جاء المشروع ثمرة الحاجة إلى إنشاء مسكن ملتفّ على نفسه، محمي من الخارج، ولكنّه مفتوح في الوقت نفسه على عمق الحديقة.
يدخل في التصميم المربّع لهذا المنزل عدد كبير من الثقوب وذلك لأسباب مختلفة، أوّلها حفر قلب السكن لينفتح على محيطه. تنتج عن هذه الخطوة مساحة مركزية كبيرة، تشكّل ردهة تتّسم بالطراز الروماني وتؤدّي إلى البيت. تهيمن صفيحة كبيرة من الماء على المساحة كما أنّها تضاعفها من خلال عكس الواجهة الداخلية والسماء. وهكذا، يصبح المدخل الفسيح والملوّن درباً متبدّلاً وممتعاً ومتناغماً. في الجانب الآخر، يطلّ المسكن على قسم شبه معلّق من الباطون الأبيض الممتدّ عرضاً، يشكّل إطاراً للمسبح وللحديقة. أمّا في الداخل، فتصل بين الغرف المجاورة مجموعة من الأثاث كالمدفأة أو منضدات البوفيه المنخفضة. تختفي الألواح المنزلقة خلف الجدران، ما يجعل هذا القسم من المنزل منفتحاً نحو الخارج لاغياً كلّ الحدود الفاصلة، في حين أنّ النوافذ الكبيرة محمية بشرائح خشبية قابلة للتعديل أو منزلقة مخبّأة وراء الحيطان أيضاً للتحكّم بشكل أفضل بانسياب أشعّة الشمس أو حتّى المناظر الخارجية نحو الداخل. الحديقة منسّقة على خلفية حيادية مكوّنة من مساحات مطلية وزجاج مدخّن وبلاط إسمنتي. يزيد السطح المائي عند المدخل وحوض السباحة الطويل من حجم السطح كما إنّه ينعش الجو.